الحقيقة الوحيدة
"الحقيقة الثابتة الوحيدة هي ان كل الحقائق تتغير".
وكلنا نسعى للوصول إلى الحقيقة بوعي أو بلا وعي.
الحقيقة ... أرضها العقل
وفضاؤها .... اللا نهائية
مجدافها ... الأفكار
وشراعها ... المرونة.
فالمرونة نعرفها كفطرة خلق الله الناس عليها بدرجات متفاوتة وسببا لبقاءهم وتحقيق الخلافة. فتكيف الإنسان مع ظروفه المادية والمعنوية النفسية في كل لحظه من حياته هي من اسباب عدم انقراضه، فكلما قلت مرونة الشخص ذهنيا ونفسيا وجسديا كلما قلت فرص نجاته.
المرونة ملعب المبدعين ... وانجازات المخترعين تتألق بها، يواجهون العقدة ... ويتعاقدون معها. نعترف ببشريتنا وقصور إدراكنا على طريق الحكمة لنرتبط بعلاقة ناضجة غير شخصية بالحقيقة مسيرة تهدف إلى التطور والنمو.
المرونة انفتاح وتأني وتقبل بأن الحقيقة نسبية، فهي عضلة تنمو بالتدريب وتتصلب بسوء التغذية المعرفية لتكون معبرا في غابة الحواجز، يتزين بها الجاهل ويدندنها المتعاطي ... ويتقنها الراسخ.
بالمرونة نجاهد ضد مناطق الراحة في أنفسنا وعقولنا وهذا يحتاج إلى نظام غذائي معرفي سليم وممارسة صحية في جو صحي تنمو فيه المرونة. تذكرنا بمراحل الخلق الأولى عندما قال سبحانه إني جاعل في الأرض خليفة) وهذه حقيقة تاريخية بدأت بها مرونة آدم باعترافه بجهله وانطلاقه في رحلة صيد الحقيقة، فكان الإعمار بأدوات: العلم ( وعلم آدم الأسماء كلها) وحرية الاختيار والتجربة (لا تقربا هذه الشجرة ) .
فالمرونة في شروطها : سفينة أساسها صلب ليبحر بكل الوسائل شراع، مجداف أو محرك نووي حسب حالة البحر، فلا يمكن ان يكون بنيان هذه السفينة ضعيفا ورخوا حتى تصل بسلام بحمولتها . تشبه في تعقيدها الدماغ البشري غلاف صلب/ الثوابت علوي المصدر، يحمي الجزء الحي المتفاعل النامي داخله بالقراءة والتأمل والنقاش والسفر والتجربة.
وفي موضوع التوبه عن الذنوب كواقع يومي .. مرونة، فهي يقظة في كل الحواس والملكات حتى يصل الإنسان إلى التوازن. فنحن نؤثر ونتأثر بالبيئة داخليا وخارجيا ، فقد تكون مساعدا أو مثبطا والحقيقة الوحيدة أن إرادة الإنسان هي المفتاح في اختيار الحياة، فكل خبرة ومحك يصبح نقطة قوة في خارطة النجاح.
وبذلك نعرف المرونة بأنها: فكرة تنعكس في فعل ، إذا لم يترجم لعمل .. يصبح عائق نمو.
(لا تكن صلباً فتكسر، ولاتكن ليناً فتعصر).
|