الفلسفة كعلم والفلسفة كنشاط
|
الفلسفة .. نشاط وعلم
الفلسفة نشاط إنساني قديم جدا يتعلق بممارسة نظرية أو عملية عرفت بشكل أو آخر في مختلف الثقافات البشرية. توصف أحيانا بأنها "التفكير في التفكير "، فهي واسعة متشعبة ترتبط بكل العلوم و ربما بكل جوانب الحياة.
تطورت الفلسفة من مجرد محبة للحكمة الى تفكير منظم في مباحث الوجود والمعرفة والقيم، ومن التفكير في الميتافيزيقا الى النزول للواقع والبحث في المجهول/الانسان وعلاقته بالطبيعة والآخر،فنرى:
- الإغريق: أسسوا قواعد الفلسفة الأساسية كعلم يحاول بناء نظرة شمولية للكون ضمن إطار النظرة "الواقعية".
- المسلمين: دمجوا الإرث اليوناني مع التجربة و محولين الفلسفة الواقعية إلى فلسفة "إسمية".
- وعصر النهضة: فلسفة العلم والتجربة، والفلسفات الوجودية والإنسانية والحداثة وما بعد الحداثة و العدمية.
- الحديثة: فلسفة تحليلية، تنحو لأن تكون تقنية أكثر منها بحتة فهي تركز على المنطق و تحليل المفاهيم.
إن الفلسفة تحاول أن تقيم التماسك في مجموع الخبرة الإنسانية من خلال بحثها في العلاقات التي تربط النتائج النهائية للعلوم بعضها ببعض( فلسفة العلوم). فالفيلسوف يُدمِج نتائج العلوم في تفكيره، فهناك دومًا شيئًا يراوغ الفهم. فقد عرف التاريخ العلمي دور الفلسفة الكبير فيه فالثورات العلمية الكبيره كان اصحابها في الأصل فلاسفة الا انها في العصر الحديث والمعاصر اصبحت من يصيغ له الطرق الجديده في البحث ثم تتركه يحقق نتائجه الباهرة.
والفلسفة أيضا مرآة الانسان فيما يلفت نظرة للتعبير عن رأيه، هذه الصورة الفلسفية الفكرية انعكست بشكل طبيعي على سلوكه، فلا سلوك دون اعتقاد. وكون الانسان فرد في مجتمع فتأثيره فاعل حتما في هذا المجتمع ومع من فيه من أفراد وهنا ظهر تأثير الفلسفة على العلاقات الاجتماعية.
الفلسفة علم ذو منهج فكري منظم يفسر نتائج العلوم كلها ويربطها ببعض، فهي بذلك نشاط إنساني كبير يمارسه المختص وغير المختص في بحثه عن الحقيقة وإجابة لتساؤلاته الكثيرة الملحة في كل تفاصيل حياته. هذه الأسئلة تصبح إجابات وأسئلة جديدة، تشكل بنيته الفكرية والقيمية، يترجمها في سلوك فردي يطبع المجتمع.
- الفلسفة عم ونشاط إنساني لا يمكن تجزأته وتوزيعه على المختصين وغير المختصين . كما لا يمكن فصله لزمان ومكان محدد. الفلسفة مندمجة في نسيج الإنسان ماديا ومعنويا ، مولدة نبض حياة.
|